إحساس الإنسان بعدم مقدرته على القيام بمهامه اليومية يشعره بأنه أقل من غيره مما يصيبه بالإكتئاب، وقد يزداد هذه الشعور فى حالة إصابته ببعض الأمراض المناعية مثل الروماتويد، وتشتد هذه الأعراض حدة لدى النساء بنسبة1: 2، من سن الـ20 إلى 40 سنة بإعتبارها أكثر الفئات عرضة لهذا المرض.هذا المعلومات يؤكدها د. حسين زهدى أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة موضحا ان إحساس الإنسان أنه لا جدوى من إستعمال أطرافه بشكل طبيعى يؤثر فى ذاته بشكل أو آخر، وتوجد فروق فردية بين البشر فى هذه المشاعر.
ويقول د. محمد رضا عوض أستاذ الروماتيزم بطب الأزهر ان التيبس في المفاصل الكبيرة من أشهر أعراض الروماتويد، ويستمر لأكثر من نصف ساعة خاصة فى الصباح ويزول مع ساعات العمل، ويجب عمل خطة علاجية متكاملة للسيطرة على المرض للحد من تأثيره علي المفاصل وتآكل العظام، وتتعدد الوسائل العلاجية على حسب الحالة، فى حالة تيبس العمود الفقرى علي فترات هناك العلاج البيولوجى بجانب العلاج التأهيلى، كما أن بعض العقاقير التى تستخدم فى علاج الروماتويد لابد من إيقافها قبل بداية الحمل وإستبدالها بأخرى لا تتعارض معه.
ويؤثر مرض الروماتويد على أجهزة الجسم مثل الجلد والجهاز التنفسى إلتهاب الأوعية الدموية والعين والقلب وكذلك الحالة النفسية، وعلى ذكر الحالة النفسية ينصح د. حسين زهدى هؤلاء المرضى بألا يتسرب إليهم اليأس علي الإطلاق لأنه يضعف جهازهم المناعى إلى حد كبير، ومن يتقبل حالته ويتكيف معها يشعر بالتفاؤل والأمل خاصة إذا قارن ما يعانيه بأمراض الإعاقة الأخرى، وهذا فى حد ذاته يشعره بالتقبل والمعايشة وعدم الإحساس بالتشاؤم، كما ينصح المريض بأن يشغل حياته اليومية بإهتمامات إجتماعية كالجمعيات الأهلية أو النواد، ولا يجلس منفردا يفكر فى حالته الصحية فتزداد سوءا.
ويشير د. يسرى عبدالمحسن أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة إلى أن مرض الروماتويد مرض مزمن وعلاجه طويل المدى فقد يؤثر على الحالة النفسية فى صورة إكتئاب وإحساس بالخمول وبالضعف العام.
ويرى أن هؤلاء المرضى فى حاجة إلى دعم نفسى ورعاية من المحيطين لتخفيف حدة التوتر لأن المعاناة النفسية تؤثر على الحالة العصبية للمريض، فيجب عدم إستفزازه بل مساعدته.
الكاتب: ولاء يوسف.
المصدر: الأهرام اليومى.
